السلام عليكم ورحمة الله.. مشكلتي بدأت مع اول مولود لي وكان صبيا وكنت راغبة بتسمية مولودي على اسم ابي.
ورفض زوجي ولم اكن اعرف ما السبب وسميناه احمد. ووعدني بأن اسمي على اسم ابي ان رزقنا بصبي المره القادمه.
بعد ذلك رزقت بابنتي مها ولله الحمد. عندما بلغت مها سن الست شهور تفاجأت بحملي الاخير واحمد الله على نعمة الابناء وتبين لي من الفحوصات انه صبي. فرحت كثيرا وفرح ابي لأن زوجي عند وعده لي بأن اسميه على اسم ابي.
عندما بلغت الشهر التاسع في حملي وقرب موعد ولادتي قام ابي بتجهيز الحلوى للولاده وطلب الزهور من فرحته.
واخبر اقربائي بقدوم حفيد على اسمه والجميع فرحين. اتصل بي زوجي وهو مسافر قبل ولادتي بأسبوعين وقال لي ان اباه يريد اسم آخر!!
ويريد ان يسمي مولودي على اسم اخيه المتوفي حصل خصام كبير بيني وبين زوجي وعندما وصل اخبر ابي بالموضوع وحزن ابي لما قاله له.
ولدت ولله الحمد وذهب زوجي وسجل ابني بالاسم الذي يريده اباه. وانا رافضه لهذا الاسم ورفضت تدخل ابو زوجي بالموضوع. ماذا افعل وكيف استرد حقي؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله.. والصلاة والسلام على خير خلق الله.. وبعد ,,
أخيتي الحبيبة.. لمياء..
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته..
و أهلًا وسهلًا بكِ في موقعكِ(المستشار).. شاكرين ومثمنين ثقتكِ الغالية بنا.. وبارك الله مولودكِ وجعله تقيًا..
غاليتي..
عليكِ أولًا أن تنتبهي لمسببات المشكلة , ومن ثم معالجتها وهي:
1- الاستعجال: فلقد استعجلتِ – حفظك الرحمن – في الإعلان عن جنس مولودكِ قبل ولادته.. تظل التقنية و إن كانت حديثه لتحديد نوع الجنين إلا أن احتمال الخطأ منها وارد جدًا..
والحل / تريثي – وفقكِ الله – في عدم إخبار أي أحد من أهلكِ أو أهل زوجكِ بنوع الجنين حتى تنجبيه بالسلامة.
2- قد يفهم زوجكِ أن من البر تسمية المولود كما يشاء والده و والدته.. وبالتالي فإن الحل يكون /
بتوضيح هذا الأمر من خلال اقتناء الكتب التي تبين آداب و أحكام تسمية المولود.. و من هم أحق بتسميته كما أقرتها الشريعة..
ولعل من أجود الكتب في ذلك كتاب:((تسمية المولود – للعلامة المحقق / بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته)) ولعلي أقتطف منه..قوله: " لا خلاف في أن الأب أحق بتسمية المولود , وليس للأم حق منازعته , فإذا تنازعا , فهي للأب ".
3- ابقي اسم مولودكِ كما هو حتى لا تحدث خصومة بينكِ وبين زوجكِ و بين زوجكِ وأبيه.. واعلمي – بارك الله فيكِ – أن اسم مولودكِ اختاره الله و قدره في الكتاب الأزلي قبل خلق السماوات والأرض , واختيار زوجكِ و أبيه لهذا الاسم جاء بتقدير الله - جلا وعلا -.
4- ثم إن تسمية المولود على اسم الأب أو الأخ أو الأم أو الأخت ليست دلالة على كثرة الحب أو زيادة الغلا في القلب , إذ أن الحب الحقيقي للوالدين برهما على الوجه الذي يرضي الله سبحانه.
5- أن الحوار الإيجابي الذي يغلفه الرغبة في الفهم والتفهم والاحتواء.. المشبع بالكلام الطيب و حسن التودد.. يكسب العقول والقلوب في آن واحد.. لذا اجعليه طريقكِ الممهد لكسب زوجكِ و أهله.. و لا تنسي - رعاكِ الله – أن قلب الزوج عند والديه.
6- أن الحياة الزوجية لا تقوم على الحقوق والواجبات فحسب و إلا أصبحت حياة عسكرية.. إذ لابد من غض الطرف عن بعض الحقوق و الواجبات.. وتقديم الفضل و الإحسان والإيثار أحيانًا؛ لتسير سفينة الأسرة في أمواج الحياة بسلام.. يقول تعالى: {وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} (البقرة: 237).
ختامًا::
أسأل الله بمنه وكرمه أن يصلح شأنكِ.. ويفرح قلبكِ بما تحبين.. وأن يظلل عليكِ وعلى أسرتكِ ظلال المحبة والتفهم والاحتواء و السعادة.
وأن يرزقكِ و زوجكِ بر أبنائكم.. آمين..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. دمتِ بود..
الكاتب: أ. سارة فريج السبيعي
المصدر: موقع المستشار
